الأحد، 18 يناير 2015

أصغر دركي توفي في عملية تنزاوتين "هيثم" تعرض للاغتيال وهو صائم وكان ينوي الزواج الصائفة

ذكرى وترحم مرحوم "هيثم" تعرض للاغتيال وهو صائم بولاية تمنراست
أصغر دركي توفي في عملية تنزاوتين بتمنراست والتي ذهب ضحيتها11 دركيا أصغرهم هيثم الذي خطفته آلة الهمجية وهو صائم يتقرب الى الله، بينما كانت عائلته تتهيأ لحفل زواج ابنها الذي من المفروض أن يدخل القفص الذهبي في الصائفة ، لكن المولى تعالى شاء أن يرحل هيثم قبل أن يدرك موعد الإفطاره في رمضان.
رحمة الله الفقيد من يعرف هيثم من ولاية سطيف يدعو له بي الرحمة لأنه من حماة الوطن كل الشعب الجزائري يدعو لك بي الرحمة.
***تعَطلتْ كلُ المعاني والمفرداتْ..
هَجرتني الأحرفُ والكلماتْ..
خانتني الدُموعُ والشَهقاتْ..
عَينايَ إلتهمتها جفوني..
أعصابي توترتْ..
وأصابها الإنهيارْ..
ضَخاتُ الدمِ فارتْ..
والقلبُ إستعدَ للجلطاتْ..***
كانتْ لغتي في تلكَ اللحظاتْ..
ان لله وان اله راجعون
لازالت عائلة جوهري ببلدية قصر الأبطال بسطيف تحت صدمة فقدانها لابنها الدركي هيثم الذي اغتيل رفقة زملائه في عملية تنزاوتين بتمنراست والتي ذهب ضحيتها11 دركيا أصغرهم هيثم الذي خطفته آلة الهمجية وهو صائم يتقرب الى الله، بينما كانت عائلته تتهيأ لحفل زواج ابنها الذي من المفروض أن يدخل القفص الذهبي في هذه الصائفة، لكن المولى تعالى شاء أن يرحل هيثم قبل أن يدرك موعد الإفطار.
بعد أن هدأت النفوس إلى حد ما التقينا عائلة الدركي جوهري هيثم الساكن ببلدية قصر الأبطال بجنوب ولاية سطيف فاكتشفنا أن الذين اغتالوا هيثم قتلوا جيلا بكامله وخنقوا البسمة قبل أن تصعد إلى الشفاه، لأن الأمر يتعلق بشاب ملائكي الوجه انطفأ نوره في بداية المسار. فهيثم الذي لم يبلغ ربيعه الثاني والعشرين لم يمارس حياته المهنية كدركي إلا لمدة سنة واحدة، فقط فهو من مواليد 5 نوفمبر 1988 بقصر الأبطال، وهو فعلا من الأبطال الذين يحبهم كل سكان هذه البلدية الصغيرة.
فقد كان محبوبا لدى أترابه بمتوسطة عيدي عبد الرزاق ولدى زملائه بثانوية بالي الشلالي التي غادرها في السنة الأولى ثانوي، لأنه كما قال خاله يحب القبعة العسكرية ويعشقها حتى النخاع. فبعد أن تلقى تكوينه سنة 2008 بمدرسة الدرك مداوروش بسوق أهراس تنقل مباشرة الى تينزاوتين بتمنراست، والغريب انه تحول إلى هذا المكان في جويلية 2009 وشاء تعالى أن تنطفئ شمعته في نفس الشهر من السنة الحالية.
وحسب ما روى لنا والده، فإن العائلة كانت تحضر لفرح هيثم الذي كان مبرمجا في هذه الصائفة، حيث قامت أمه بفتل الكسكس وتحضير كل لوازم العرس، وكل أفراد العائلة كانوا يتهيؤون لرؤية هيثم بسترة العرسان السوداء، فإذا به يدخل عليهم بالكفن الأبيض.
لما التقينا أفراد عائلة جوهري حاولنا أن نسترجع معها اللحظات الأخيرة التي سبقت الحادثة فعلمنا أن آخر المكالمات الهاتفية لهيثم مع العائلة كانت إحداها يوم الأحد الذي سبق الحادثة أين كلم أمه لمدة طويلة ثم على غير العادة طلب الحديث مع كل إخوته فتحدث إليهم مطولا، وفي الليلة الموالية هاتف والدته مرة أخرى ليسألها عن كيفية تحضير الحميس، لأنه سيصوم في اليوم الموالي. وهو اليوم الذي وقعت فيه الجريمة التي ذهب ضحيتها11 دركيا بالقرب من منطقة تنزاوتين، مع العلم أن هيثم كان أصغرهم سنا، وكان بمثابة الطفل المدلل وسط المجموعة ومحبوبا من طرف الجميع. وحسب والده، فان رئيس فرقة الدرك الذي كان من الضحايا قال لهيثم منذ أيام "سآخذك معي عندما أحول الى العاصمة"، وفعلا أخذه معه لكن ليس إلى العاصمة بل إلى العالم الآخر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق