الجمعة، 6 مارس 2015

ما لا تعرفونه عن يوميات الدركيات


.. ما لا تعرفونه عن يوميات الدركيات بالمدرسة العليا للدرك الوطني بيسّر

نساء افتكت رتبة مقدّم.. ونواعم بقوة الرجال في تطبيق القانون

هن فتيات تحدين المجتمع التقليدي لتحقيق حلمهن بالريادة في عالم كان إلى وقت قريب حكرا على الرجال فقط، فاستطعن بفضل الإرادة القوية والعزيمة أن يرسمن طريقا لهن في أهم مؤسسة عسكرية في الجزائر، ألا وهي مؤسسة الدرك الوطني، ليتقلدن رتبا سامية في الجهاز.

وقبيل الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، قررَت دخول عالم النساء بالزي الأخضر، لتقضي معهن يوما كاملا بالمدرسة العليا للدرك بيسر ولاية بومرداس، والتي فتحت أبوابها للعنصر النسوي منذ 2000، لتجنيد الطالبات الضابطات، وحسب ما كشفه مدير المدرسة العقيد رابح رياح، فمنذ ذلك التاريخ وإلى يومنا هذا استقطبت المدرسة أكثر من 1000 فتاة، تلقين تعليما وتكوينا عسكريا ليتخرجن برتبة ضابط وضابط صف، ونوَه بخصال الطالبات الدركيات وعزيمتهن مقارنة بأقرانهن من الرجال، مؤكدا أنهن أثبتن جدارتهن في الميدان، وقال العقيد رياح بأن المرأة الدركية استطاعت صناعة الفارق في المهنة بسبب اهتمامها ومثابرتها وحبها للمجال العسكري، معلنا تخرج حوالي 52 دركية هذه السنة. 
الحياة العسكرية تعلم الانضباط والصرامة
تصادف وصولنا إلى المدرسة مع التمارين والتدريبات الصباحية للدركيات، وشرحت لنا مرافقتنا النقيب هجيرة قدواري النظام اليومي المتبع لتلقين الطالبات، حيث يكون الاستيقاظ في حوالي الرابعة صباحا، وبعد تناول فطور الصباح، تخرج الفتيات للاستعداد ليوم حافل بالنشاطات، وتكون البداية برياضة الجري، ثم تسلق الحبل، وهو النشاط الذي حضرت  جانبا منه، حيث كانت الفتيات يتسلقن الحبل بكل خفة وليونة نتيجة اللياقة البدنية العالية التي اكتسبنها جراء التدريبات.
تقول "حفيظة،خ" 22 سنة من عين الدفلى، والتي دخلت المدرسة هذه السنة "لقد اكتشفت حياة أخرى مختلفة عن الحياة المدنية"، وتضيف "الحياة العسكرية علمتني الانضباط والصرامة"، لتشير إلى أن يومها يبدأ منذ الرابعة والنصف وبعد استيقاظها وشربها للقهوة والقيام بتحية العلم تنطلق رحلة التدريبات المتبوعة بساعات دراسة في التخصص، واستطاعت الطالبات الدركيات التأقلم مع النمط العسكري للتدريب، حيث يقمن بتدريبات حمل السلاح، وكذا التدرب على القفز فوق الحواجز، والمشي تحت الأسلاك الشائكة وتسلق الجدران، وكذا ركوب الدراجات وتعلم قيادة السيارة، حيث تقول النقيب قدواري بأن الطالبات في المدرسة يقمن بالتدريبات العسكرية مثلهن مثل الرجال وغالبا ما يتفوقن عليهم.

حلم الزي الأخضر.. يتحقق
هو حلم راودهن منذ الصغر واستطعن بفضل الإرادة القوية تحقيقه ودخول المدرسة العليا للدرك الوطني بيسر.. تروي صبرينة صاحبة22 ربيعا من ولاية عين تيموشنت حكايتها مع الزي الأخضر: "منذ صغري وأنا أحلم بأن أكون دركية مثل أخي الكبير الذي دخل المجال العسكري قبلي وشجعني"، وتضيف "دخلت الجامعة بوهران ودرست علوم الإعلام والاتصال وبمجرد وصولي السنة الثانية قررت الالتحاق بمدرسة الدرك الوطني وكم كانت فرحتي عارمة لما نجحت في امتحان القبول"، وكشفت صبرينة أن الانتقال من الحياة المدنية إلى العسكرية في بدايته كان صعبا لكنها استطاعت التأقلم من أجل تحقيق حلمها، وتقاسمها إيمان من تبسة نفس الشعور والحلم والتي تقول بأن فكرة تقلد المرأة لمنصب دركية تعجبها منذ الصغر.
خلال الجولة الاستطلاعية، التقينا ببعض المتخرجات السابقات من المدرسة واللائي يتواجدن في تربص الإتقان لمدة ستة أشهر، لغرض الحصول على ترقية وتنمية القدرات في مجال العمل، حيث تقول الملازم الأول "عزازن صراح" 27 سنة من وهران، بأنها تخرجت بعد 3 سنوات قضتها في المدرسة ودخلت المجال المهني جنبا إلى جنب مع الرجل، وهي حاليا تشغل منصب في فصيلة الأبحاث وتقوم بإدارة التحقيقات القضائية من خلال التنقل إلى مسرح الجريمة وإنجاز التحقيقات، لتصرح بأنها تطمح للارتقاء في عملها وتقلد رتبة جنرال في المستقبل، وكشفت أن عملها لم يثنه عن التزاماتها الأسرية، وبفضل تشجيعات زوجها وأسرتها تمكنت من النجاح في مجالها.
 وتشاركها نفس الرأي ضابطة الصف درقاوي أحلام، التي تشتغل عون شرطة قضائية بوهران وحضرت للمدرسة في تربص الإتقان لصقل خبراتها والتحكم أكثر في مجال عملها، وهو نفس ما أكدته الملازم الأول زيان منال من تيارت والتي تشتغل حاليا في فصيلة الأبحاث بتلمسان.

من التدريبات العسكرية إلى الدراسة والتعلم
وإلى جانب التدريبات العسكرية الخاصة باللياقة البدنية للطالبات، تخصص المدرسة دروسا علمية ونظرية في التخصص لصقل خبرة الدركية بعد تخرجها للعمل الميداني، وخاصة لتك المتعلقة بالتحقيقات وعمل الشرطة القضائية، وكانت لنا فرصة حضور درس نظري وتطبيقي عن مسرح الجريمة، قدمته طالبات دركيات سنة أولى وثانية، لشرح طريقة عملهن الميداني من خلال التدخل الميداني في مسرح الجريمة للمعاينة ونقل البصمات والأدلة الموجودة وكذا الحفاظ عليها وفق معايير علمية وقانونية، كما تستفيد الدركيات من دروس مكثفة في اللغات الأجنبية: الإنجليزية والفرنسية والإعلام الآلي وأخرى في القانون.

وللمنافسات الرياضية مكان في حياة الدركيات
لا تقتصر يوميات الدركيات في المدرسة على التدريب العسكري والتلقين العلمي فحسب، حيث رسمت كل واحدة منهن طريقا لها في مجال ممارسة الرياضة التي تحب، خاصة أن المدرسة  تتوفر على قاعات مخصصة للرياضة، على غرار رياضة الجيدو وكرة السلة والطائرة والسباحة، وهي المجالات التي تعتبر فسحة للطالبات للترويح على النفس بعيدا عن التدريب الشاق، كما وجدن في الرياضة فرصة لإثبات قدراتهن والمشاركة في المنافسات بين القطاعات العسكرية، وكشفت "ب، أحلام" من الطارف عن حبها لرياضة الجيدو التي وجدت فيها ضالتها للتدرب في أوقات الفراغ رفقة زميلاتها الدركيات ممن يقاسمنهن نفس الهواية، وأشارت أنها تحصلت على المرتبة الثانية في المنافسة التي برمجتها المدرسة العسكرية بتامنفوست.

بعد الخامسة تبدأ الحياة الخاصة
 بعد يوم شاق من العمل والتدريب والدراسة، تنطلق الحياة العادية لفتيات المدرسة بعد الساعة الخامسة مساء، لتقوم كل واحدة منهن بما تريد، سواء الجلوس في النادي لمشاهدة التلفاز أو استغلال الوقت في الهوايات المفضلة لديهن، وهذا ما تقوم به الطالبة لامية بوجلال 23 سنة من سوق أهراس والتي تخصص جزءا من وقتها لهواية الرسم، حيث قامت هذه الأخيرة برسم عدة لوحات في معرض مصغر تم عرضه بالمكتبة تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في الثامن مارس.. تروي لامية ضابطة صف في السنة ثانية حكايتها مع الرسم: "الموهبة ولدت لدي منذ الصغر واستطعت في المدرسة تنمية قدراتي أكثر".. وليست لامية الطالبة الوحيدة التي تمارس هوايتها، حيث تتيح المدرسة الفرصة لكل الطالبات للإبداع وإبراز مواهبهن سواء في الرسم أو الشعر وغيرها من النشاطات اليدوية التي تسافر خلالها الطالبات من علمهن المغلق في المدرسة العسكرية إلى عالم الخيال والإبداع، وبالإضافة إلى النشاطات الحرفية والإبداعية التي تتقنها الطالبات، فمنهن من تفضل أجواء اللعب والترفيه عن طريق لعبة "الشطرنج" فيما تقوم أخريات باستعادة ذكريات المنزل والدردشة مع الزميلات.

احتفال باليوم العالمي للمرأة على شرف الدركيات
وفي آخر اليوم الذي قضيناه في المدرسة العليا للدرك، أشرف العقيد رابح رياح بصفته قائد المدرسة على مراسيم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، حيث ألقى كلمة بالمناسبة أشاد فيها بخصال الدركيات وبنضال المرأة التاريخي عبر العالم وفي الجزائر خاصة، واعتبر أن هذه الأخيرة تمكنت من فرض سيطرتها، وأشار إلى أن رتبة مقدم هي أعلى رتبة تحصلت عليها دركية في الجزائر لحد الآن.

هناك 7 تعليقات:

  1. الله يحفظهم بنات بلادي و يحميهم

    ردحذف
  2. الله الله عليكم بنات بلادي الله يوفقك يا ايمان من تبسة وصبرينة

    ردحذف
  3. المرأة .... البيت احسن لكي ... الدرك الوطني للرجال

    ردحذف
  4. HADA houlmi rabi yawfa9ani wa yawfa9 ga3 nasa moharibat inchallh

    ردحذف
  5. راحت على الجزائر الله يرحمك يابومدين

    ردحذف
  6. التدريب زايد برك وفالعمل كل يعملو فالمكاتب وحدة ما تخرج للميدان.

    ردحذف
  7. rebbi y3awankom mème hna rana m3aha khti nour natla9aw fal michwar

    ردحذف